الطفل بيجي برزقه| المال من الولادة

 هل تعلم أن الطفل يأتي و معه رزقه ؟!

نعم أنا أقصد المعنى حرفياً وذلك حيث أن الطفل عندما يولد تخرج معه المشيمة التي كانت تحيط به و تساهم في عملية نموه داخل رحم الأم كما يخرج معه الحبل السري الذي كان يصل الغذاء إلى الطفل

و هذه المشيمة هي من المخلفات الآدمية و التي كان يتم التخلص منها بالطرق المختلفة إلا أن في العقود الأخيرة اصبحت هذه المشيمة تستخدم لصناعة أغلى المستحضرات العلاجية و التجميلية، كذلك يخرج مع الطفل الحبل السري و الذي يستخدم دمه في علاج سرطان الدم و غيره من الأمراض و أيضاً يستخدمه في زراعة النخاع .

و أيضاً من المشيمة و الحبل السري تستخلص الأدوية التي تساعد النساء الراغبات في الحمل حيث تنشط هذه الأدوية المبايض و تعالج بعض حالات العقم لدى السيدات. و توجد في سويسرا و ألمانيا و غيرهما العديد من شركات الأدوية المختلفة التي تقوم بشراء المشيمة و الحبل السري و تقوم بإستخلاص الأدوية و المستخضرات التجميلية منهما ثم تعود و تبيع تلك المنتجات بأسعار مرتفعة للغاية ..

و لذلك

تعد المشيمة و الحبل السري من العناصر الأولية مرتفعة القيمة المادية. لكن هل يحصل الطفل ، و الذي ينوب عنه والديه قانوناً ، على ثمن المشيمة ؟!

- كما اسلفنا القول أن المشيمة و الحبل السري يعدا من المخلفات و التي في أغلب الأوقات لا يعلم والدي الطفل أن لها قيمة مادية فيقومان بالتخلص منها برميها في المصارف او في القمامة أو يتركاها للمشفى التي ولدت فيها المرأة طفلها .. و لكن هل يعد ترك هذه العناصر مرتفعة القيمة للمستشفى تنازلاً عنها ؟!

- إجابة هذا التساؤل هي لا ، فلا يعد ترك الشئ تنازلاً عنه إلا إذا كان يعلم

قيمته و كان ينبغي على المستشفى أن تبصر الممثل القانوني للطفل بحقيقة و

قيمة المشيمة و الحبل السري و يعد سكوتهما عن ذلك تدليساً يجيز إبطال العقد ما

بين المستشفى و الممثل القانوني للطفل . و في هذا الصدد يقول دكتور رضا عبد

الحليم عبد المجيد - عميد كلية حقوق بنها و أستاذ القانون المدني : " و هنا ننتهي لنتيجة مؤداها بقاء هذه الأشياء على ذمة صاحبها، و أن أي تصرف فيها سيكون

تصرف في ملك الغير ، مع ما يترتب على ذلك من آثار بالنسبة للأطراف الثلاثة ،

الطفل و الطبيب أو إدارة المستشفى و معمل تصنيع المستحضرات الدوائية أو معمل

الأبحاث ." إنتهى الإقتباس.

- و بناء على ما سبق فإن تصرف المستشفى ،في المشيمة و الحبل السري،بالبيع لتلك مراكز الأبحاث يكون بيعاً لملك الغير مما يجيز معه ،للممثل القانوني للطفل ، إبطال هذا العقد و الحصول على التعويض عن العمل الغير مشروع الذي قام به الطبيب/ المستشفى .